فتافيت السكر - منتدي عصري شامل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

التبادل الاعلاني
مساحة مخصصة للاعلان عبر منتدي فتافيت السكر
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط فتافيت السكر - منتدي عصري شامل على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط فتافيت السكر - منتدي عصري شامل على موقع حفض الصفحات


الكاملات من النساء ثلاثه هل تعرفوهم.......

اذهب الى الأسفل

الكاملات من النساء ثلاثه هل تعرفوهم....... Empty الكاملات من النساء ثلاثه هل تعرفوهم.......

مُساهمة  امينة الحوت الإثنين مايو 23, 2011 1:21 am


مريم ابنة عمران******

سيدة نساء العالمين في زمانها


وهي آية من آيات الله عز وجل للعالمين" وجعلناها وابنها آية للعالمين"


اصطفاها الله واختارها على كل نساء الأرض


وهي ممن شهد لهن النبي صلى الله عليه وسلم بالكمال "كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ" رواه البخاري


حياتها كانت سلسلة من الامتحانات والابتلاءات الشديدة.


كانت أزهد الناس وأعبدهم في زمانها, ألقت الدنيا بزخارفها ومباهجها خلف ظهرها ورغبت فيما عند الله, وصبرت على لأواء العيش وشظفه " ما عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل96


أعلى الله من ذكرها ورفع قدرها , فذكرها في العديد من المواضع في كتابه العزيز, بل وأنزل سورة كاملة باسمها تكريما لها.


****ولادتها:****


كانت "حنّة" أم السيدة مريم عاقرا لا تنجب أطفالا, وكانت تتألم أشد الألم لذلك, وكثيرا ما كانت تبكي وتتوجه ببصرها إلى السماء, وتدعو الله أن يمن عليها ويرزقها بالذرية الصالحة التي تقر بها عينها. ولقد بلغ من اشتياقها للأمومة أن رأت فرخا صغيرا يأوي إلى جناح أمه فتألمت وتمنت وبللت خديها بدموع الرجاء.


وبعد فترة من الزمن من الله عليه فحملت وكانت سعادتها بهذا الحمل لا توصف , وسجدت لله شكرا على هذه النعمة ثم رفعت يديها وقالت"رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " آل عمران35


ومرت أيام وشهور الحمل ومات عمران أبو مريم وهي ما تزال في بطن أمها, وكانت"حنّة" تتمنى أن يكون المولود ذكرا لتهبه لخدمة بيت المقدس ولكن الأمور سارت على غير ما تشتهي ورزقت ببنت والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل, فأبدت حنة بعض الأسف والعذر"رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى"......"وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى" أي في خدمة الهيكل والتفرغ لمهامه , وأضافت"وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ" تأكيدا على نذرها ( قيل إن اسم مريم يعني في اللغات القديمة : العابدة), وسألت الله أن يحفظها من السوء ويقيها من همزات الشياطين"ِوإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"


حملتها أمها في لفائفها إلى الهيكل وكانت تذهب إليها بين الحين والحين تتفقد أحوالها


وتكفل زكريا عليه السلام زوج خالتها برعايتها وتربيتها وشبت مريم وبيتها في المسجد "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَنا" آل عمران37


إن الله يرزق من يشاء بغير حساب!!


نشأت مريم عليها السلام في خلوة المسجد عابدة زاهدة, تحيي الليل بالذكر والعبادة والصلاة وتصوم النهار وتعيش للآخرة. وكان زكريا عليه السلام يدخل عليها ليتفقد أحوالها , وفوجئ في إحدى المرات بوجود فاكهة في غير أوانها عند السيدة مريم , فسأل مستنكرا "يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا"؟ فأجابت السيدة مريم في هدوء وطمأنينة "هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" . وتكرر ذلك مرات ومرات " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً" وكان زكريا عليه السلام يسأل نفس السؤال ولا يحظى إلا بنفس الجواب.


إن الله عز وجل ينعم على أوليائه بالرزق الوفير ويكرمهم به إذا ضاق بهم الحال واشتدت من حولهم الأمور من باب اللطف بهم وإظهار قدرته ومعجزاته لهم, وتذكيراً لهم بأنه عز وجل لا يضيع أهله وعباده المتقين وقد حدث مثل ذلك مع السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام عندما تركهما إبراهيم عليه السلام وسط الجبال المقفرة , فأجرى الله لهما ماء زمزم . وحدث مثل ذلك مع خبيب بن عدي رضي الله عنه عندما أسره المشركون واقتادوه إلى مكة ليقتلوه فكان يأكل عنبا وليس بمكة كلها عنب .


****الامتحان الأكبر****


كان الامتحان الأكبر في حياة مريم الزاهدة العابدة أن يبشرها الله سبحانه وتعالى بولد وهي غير متزوجة , ويا له من امتحان و يا له من ابتلاء شديد!!. انتفضت السيدة مريم وارتاعت لهذه البشرى العجيبة التي تتصادم مع نواميس الحياة ثم قالت " قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً" مريم 20


وتأتي الإجابة على لسان جبريل عليه السلام" قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً" مريم 21


إن الأمر ليس فيه حرج ولا صعوبة على الله, فهو سبحانه الذي صنع هذه النواميس وهو الذي يخرقها بقدرته متى شاء.


الخروج من بيت المقدس


بدأت السيد مريم تشعر بحملها شيئا فشيئا فقررت الخروج من الهيكل وتوجهت إلى " الناصرة" بحجة التعب والمرض واعتزلت الناس في بيت ريفي تنتظر قضاء الله, ولما أزف أوان الوضع خرجت تهيم على وجهها في البراري والقفار لا تدري إلى أين تتوجه أو إلى من تأوي, وجاءها المخاض عند جذع نخلة يابسة فملأها الغم ولم تستطع أن تتحرك وهي تتمزق من الحزن, ووضعت طفلها عيسى عليه السلام, وفي هذه اللحظة العصيبة تمنت الموت " قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً" مريم 23


إن المرأة العفيفة الشريفة تتمنى الموت على أن تتهم في براءتها أو عفتها....


وهنا تأتيها ألطاف الله لتهدئ من روعها وتطمئنها بأن الله يرعاها ويحفظها " فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً{24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أحداً َفقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً{26}" مريم


*****المواجهة والمعجزة****


حملت السيد مريم وليدها وعادت به إلى قريتها, وهناك في الناصرة ذاع الخبر وشاع وأرجف المرجفون , ورماها الناس بالزنا والوقوع في الخطيئة, ثم واجهوها بالثورة عليها وقالوا " يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّا"........


لقد افتريت فرية ضخمة بعد أن كنت مثالا للطهر والعفاف !!


"مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً"


لقد كان أبوك من خيرة الناس وصاحب صلاتنا وكانت أمك امرأة عفيفة شريفة يقدرها ويحترمها الجميع!!


يا أسفاً عليك لقد لوثت شرف هذه العائلة الكريمة في لحظة طيش وثورة شهوة !!


تحملت السيدة مريم كل هذه الافتراءات بصبر وجلد وكظمت غيظها ثم أشارت إلى وليدها في ثقة وطمأنينة , وعندئذ اشتد غضب المستفسرين وزادت نقمتهم عليها وقالوا : " كيف نكلم من كان في المهد صبي"؟!


ولكنهم سرعان ما خرسوا وأخذتهم الدهشة.....


لقد أنطق الله تعالى الطفل فقال:


" إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً{30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً{33}"مريم


وكان ذلك الدليل البين والدامغ على براءة السيدة مريم عليها السلام مما نسبوه إليها من الافتراءات والبهتان.


لقد برأ الله ساحة مريم بمعجزة شاهدوها بأعينهم وصدق الله العظيم القائل " ِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا " الحج


*****الدروس والعبر...*******


إن في قصة مريم عليه السلام دروسا وعبرا منها:


1- إن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء , فهو سبحانه الذي وضع النواميس وهو الذي يخرقها متى شاء , فكم من امرأة أجمع الأطباء علي أنها عاقر,ثم أنجبت بفضل الله وقدرته, وكم من مريض يئس الأطباء من برئه , ثم عافاه الله كأن لم يكن به داء.


2- إن الدعاء والتضرع إلى الله من أهم ما يتعبد به المسلم والمسلمة إلى الله ومن أدام القرع فُتح له.


3- كانت مريم عليها السلام مثالا للفتاة المؤمنة بالله عز وجل , التي تجد أنسها وسلوتها في طاعة الله والتقرب إليه بشتى أنواع العبادات.


4- ضربت أروع المثل في الحفاظ على شرفها وعفتها وطهارتها , حتى إنها تمنت الموت على أن تتهم في عرضها.


5- صبرت على ما أصابها من أذىً من قومها وتحملت ما رموها به من افتراءات بشعة حتى أظهر الله براءتها بمعجزة من عنده.


*****خديجة بنت خويلد رضي الله عنها****







أم المؤمنين, وسيدة نساء العالمين في زمانها, ومناقبها جمة, وهي ممن كملت من النساء.كانت عاقلة, جليلة, ديّنة, مصونة, كريمة من أهل الجنة.



جمعت بين شرف النسب, وشرف السبق, فكانت أول من أسلم من الرجال والنساء بإجماع المسلمين.



احتضنت الدعوة والداعية منذ اللحظات الأولى...



وضعت كل ثروتها ومالها وإمكانياتها تحت تصرف زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم..



صبرت على الأذى والفقر والمقاطعة والجوع وهي سليلة الثروة والغنى..



كانت الصدر الحنون الدافئ الذي يأوي إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ادلهمت حوله



الخطوب وأظلمت الدنيا واشتدت ضراوة المشركين و كانت رضي الله عنها من أعظم عوامل



التثبيت في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم.



****البداية........****



قال ابن الأثير" كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم فلما بلغها عن رسول الله صدق الحديث وعظم الأمانة وكرم الأخلاق أرسلت إليه ليخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره ومعه غلامها ميسرة"



نجحت رحلة الشام وعاد محمد صلى الله عليه وسلم بأرباح لم تعهدها خديجة في تجارتها وتحدث ميسرة بما رآه من أخلاق سامية وصدق وأمانة فاشتد إعجابها به ورغبت فيه .



وبعد تفكير أرسلت خديجة رضي الله عنها صديقتها نفيسة بنت منبه إلى محمد صلى الله عليه وسلم لتذكرها عنده ووافق النبي صلى الله عليه وسلم رغم ما بينهما من فارق في السن وخطبها من عمها عمرو بن أسد وتم الزواج الميمون.



لقد كانت رضي الله عنها مثالا للمرأة العاقلة الناضجة التي تحسن الاختيار ولقد اختارت محمدا صلى الله عليه وسلم لصدقه وأمانته وأخلاقه ولم تختره لمال ولا لجاه فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يملك من حطام الدنيا شيئا وهي بذلك تعطي القدوة للنساء المسلمات كيف يحسنّ الاختيار ويقسن من يتقدم لهن على الخلق والدين.



****الثمرة ..... ****



مضت الأيام على هذا الزواج الميمون، وأنجبت السيدة خديجة القاسم وبه كنيّ النبي صلى الله عليه وسلم ثم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله .مات القاسم وعبد الله وهما طفلان صغيران وقامت السيدة خديجة على بناتها خير قيام وأحاطتهن برعايتها وعطفها ولم تتركهن للخادمات رغم ثرائها وقدرتها على الإتيان بالخدم ولكنها حرصت على أن تتولى هذه المهمة الجليلة بنفسها .



لقد كانت خديجة مثالاً للأم الواعية التي تدرك عظم المسؤولية في تنشئة أولادها وتربيتهم التربية الصالحة .



****الرسالة ....والجهاد ****



بينما كان صلى الله عليه وسلم يتحنث في غار حراء نزل عليه الوحي ففزع فزعاً شديداً ورجع إلى خديجة رضي الله عنها ترتعد فرائصه ويرجف فؤاده وهو يقول" زملوني زملوني".



هدَّأت رضي الله عنها من روعه واحتوته بين ذراعيها وقالت بنبرة هادئة حنون تملؤها الثقة "كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم و تحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق "



ولم يقف بها الحرص على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد بل مضت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي أخبره أنه نبي هذه الأمة وأن ما رآه هو الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام .



وهكذا تكون المرأة الصالحة عوناً لزوجها وسنداً له في كل الأوقات ولاسيما الحرجة منها تشد من أزره وتشاركه في آماله وآلامه .



مضى النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ دعوة ربه ولا يبالي بما يصيبه في سبيل الله ورمته قريش كلها عن قوس واحدة ولم يكن حوله إلا نفر قليل منهم عمه أبو طالب وزوجته الوفية خديجة رضي الله عنها .



واشتد الإيذاء بالنبي وأصحابه ومع ذلك لم تفلح قريش في رد المسلمين عن دينهم فلجؤوا إلى سلاح المقاطعة فأخرجوه من مكة إلى شعب بني هاشم وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة ،تعاقدوا فيها على ألا يتزوجوا منهم ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم ....واستمرت المقاطعة ثلاث سنوات حتى أصيب المسلمون بجهد شديد .ودخلت السيدة خديجة الشعب فيمن دخل وتحملت مع زوجها صلى الله عليه وسلم الآلام والمتاعب وبذلت كل ما لديها من مال لمواساته والتخفيف عنه .وفي الشعب جاءتها البشرى إذ هبط جبريل عليه السلام قائلا : "يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه طعام،فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " رواه الشيخان



حطّ الرِّحال .......



انتهى الحصار ورجعت خديجة رضي الله عنها وهي منهكة القوى واهنة الجسد بعد أن اشتد عليها المرض وتكاثرت عليها الأوجاع ،وفي العام العاشر من البعثة أسلمت الروح إلى بارئها بين يدي زوجها الحبيب الذي جاهدت معه إلى آخر رمق ،وكانت لحظات الفراق عصيبة وقاسية على النبي صلى الله عليه وسلم الذي فقد زوجته وسنده ،ولقد ترك فراقها أكبر الأثر في نفسه مما جعله يسمي هذا العام :عام الحزن .




***وفاء لا مثيل له ****



سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت هالة أخت خديجة وكان صوتها يشبه صوت خديجة فهش لها وقال:"اللهم هالة أخت خديجة "،فغارت السيدة عائشة وقالت :"ما تذكر من عجوز من عجائز قريش هلكت في الدهر ،أبدلك الله خيرا منها "فغضب صلى الله عليه وسلم حتى اهتز مقدم شعره من الغضب وقال :"لا والله ما أبدلني الله خيراً منها :آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء "



****كوني مثل أمك ****



ما أروع أن يقتدي النساء المؤمنات بأمهنّ خديجة رضي الله عنها ويتمثلنَ مواقفها الرائعة في حبها لزوجها ومساندتها له ووقوفها بجانبه في اليسر والعسر .




******آسيا بنت مزاحم*******





هي امرأة ليست كغيرها من النساء
ضربت أروع المثل في التضحية والفداء والمحبة لله....
ثبتت على دينها ثبات الجبال الرواسي ...
صبرت على أشد أنواع العذاب
تركت كل شيء , وكانت تنعم بكل شيء في ملك زوجها
إنها امرأة فرعون، التي خلد الله ذكرها وأعلى من قدرها في كتابه العزيز وأنزل فيها قرآنا يتلى على مر العصور والدهور حتى يرث الله الأرض ومن عليها , لتكون منارة يهتدي بها أصحاب الأرواح المتطلعة من الرجال والنساء إلى الجنة , وقدوة يحتذي بها كل المسلمين والمسلمات في الثبات على الدين والتضحية من أجله.
يقول الله عز وجل {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}التحريم11



وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة بالكمال بقوله" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون , ومريم ابنة عمران , وخديجة بنت خويلد , وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" رواه الشيخان
في بيتها تربى كليم الله


لقد أكرمها الله ومن عليها عندما ساق إليها تابوت موسى عليه السلام الذي ألقته أمه في اليم خوفا من فرعون وملئه فأحبته بكل جوارحها وأحاطته برعايتها وعنايتها ودافعت عنه ضد جبروت زوجها الذي ملأ الكفر قلبه فلم يعد فيه مكان للرحمة ولا الشفقة علي أي أحد خوفا على حياته وملكه.
يقول الله عز وجل {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }القصص 9


وافق فرعون على مضض وردَّ في غلظة وجلافة "بل قرة عين لك", ونجحت آسية في الحفاظ على حياة موسى عليه السلام وقامت على تربيته خير قيام ولم تأل جهدا في رعايته , فكان بركة عليه وسببا لدخولها الجنة , وأهلك الله علي يديه الطاغية وجنوده.



*****بداية المعاناة****



جاء في تفسير القرطبي قال أبو العالية: اطلع فرعون على إيمان امرأته فخرج على الملأ فقال لهم: ما تعلمون من آسية بنت مزاحم؟ فأثنوا عليها. فقال لهم: إنها تعبد ربا غيري, فقالوا له: اقتلها! فأوتد لها أوتادا وشد يديها ورجليها, فقالت: رب ابن لي عندك بيتا في الجنة, ووافق ذلك حضور فرعون فضحكت حين رأت بيتها في الجنة فقال فرعون ألا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك فقبض روحها


وقال سلمان الفارسي فيما روى عنه عثمان النهدي: كانت تعذب بالشمس فإذا أذاها حر الشمس أظلتها الملائكة بأجنحتها
وقيل: سمر يديها ورجليها في الشمس ووضع على ظهرها رحى فأطلعها الله حتى رأت مكانها في الجنة
وقيل: لما قالت رب بن لي عندك بيتا في الجنة, أريت بيتها في الجنة يبنى وقيل إنه من درة
ولما قالت ونجني نجاها الله أكرم نجاة فرفعها إلى الجنة فهي تأكل وتشرب وتتنعم.
ما عند الله خير وأبقى
نجحت آسية في الامتحان الصعب الذي يرسب فيه الكثير من الرجال الأشداء , وآثرت ما عند الله من خير واستعلت بإيمانها على زخارف الدنيا , وماذا تساوي كل هذه الدنيا بما فيها من مباهج وبهرج كاذب إذا خسر المرء نفسه في الآخرة؟! وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله" يؤتى بأنعم الناس في الدنيا من الكفار فيقال : اغمسوه في النار غمسة ثم يقال له: هل رأيت نعيما قط؟ فيقول: لا , ويؤتى بأشد الناس ضرا في الدنيا فيقال: اغمسوه في الجنة غمسة ثم يقال له: هل رأيت ضرا قط؟ فيقول : لا"
حقاً.... إن كل ما يلقاه المرء في هذه الدنيا من عنت ومشقة لا يساوي شيئا إذا كُتب له النجاة من النار والفوز بالجنة .





أختي المسلمة حريٌ بك أن تعلمي أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله شيئا وأن تسمي بروحك إلى الملأ الأعلى وأن تعملي لدين الله لا تخشي شيئا , فإن أقصى ما يستطيع الطغاة فعله هو أخذ جسدك الفاني أما روحك المتطلعة إلى الجنان ورضا الرحمن فلن يستطيع أحد أن يسلبها منكِ ولتكن آسية بنت مزاحم قدوة لك في حبها لربها وثباتها على دينها , ومهما تكن لديك من عوائق فلن يكون لديك فرعون كفرعونها!

امينة الحوت

عدد المساهمات : 385
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 26/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى